الاثنين، 6 مايو 2013

Rebecca (1940) - المتعة الكلاسيكية



كثير ممن ينظر للأفلام بأنها مصدر متعة فقط ولا شيء آخر.. وكثير من الكثير لا يشاهدون أفلام كلاسيكية بحجه أن عقلية القدماء لا تتناسب مع ما يُقدّم حاليًا.. وأن أفلامهم ليست بتلك المتعة الكبيرة كما هو الحال في الأفلام الحاضرة..نكمل.. وكثير من الكثير هؤلاء لم يدخلوا هذا الموضوع إلا للفضول، فـ ليس من المنطق *عشاق المتعة فقط* أن يشاهد فيلمًا كان قبل 73 سنة! هو يبصم بالعشرة بأنها ليست ممتعة على الإطلاق، ابصم انت بالعشرة وأنا بمثلها.. بصماتي كلها تؤكد بأني لم أشهد متعة كلاسيكية كهذه.. هو سابق لزمانه كثيرًا، عزيزي لتحترم بصماتي قليلًا فهي عشرا.. تلك متعة لا تضاهيها أي متعة، صدقني ستعجب بما قدمه لك القدماء، ويتغير رأيك عنهم للأبد

لم أعتقد بأني سأكتب مقدمة يومًا ما بهذا الطول.. و (ومالو؟) هيتشكوك يستحق كل شيء نفعله لأول مره، وفيلمه ممتع فوق الوصف.

قصة الفيلم :
"يروي الفيلم قصة (فونتين) تلك المرأة البسيطة التي تعمل كسكرتيره أو شيء من هذا القبيل لامرأة غنية، ذات يوم قابلت (ماكسيم) الذي فقد زوجته (ريبيكا) وهو حاليًا يعيش في فترة كئيبه بسبب فقدان زوجته.. يقعا في غرام بعضهما.."

يكفيك وجود اسم الاسطورة هيتشكوك في الفيلم.

*حرق لأحداث الفيلم*

حقيقة لم أرى شخصيات كشخصيات هذا الفيلم أبدًا.. كلٍ منهم يجسد فيلم لوحده..

نبدأ بتلك الـ(ريبيكا) على أننا لم نشاهدها أبدًا طوال الفيلم ولا حتى في مشهد قصير عابر يجعلنا نتوقف عن تساؤلنا المستمر وكيف يبدو شكلها إلا أني أحببتها في البداية وكرهتها في الثلث الأخير وتعاطفت معها في نهاية الفيلم!؟ كيف هذا وهي لم تظهر أبدًا! حقيقةً لا أعرف.

والآخر زوجها (ماكسيم) أو دي وينتر، ذاك الرجل الغريب! تساءلت كثيرًا وأنا أشاهد الفيلم كيف يا ترى يعشق ريبيكا كل هذا العشق ولكنه بسهولة تزوج غيرها!؟ كتجسيد للشخصية من قِبل (لاورينس اوليفر) لم أرى منه الإبداع الحقيقي..طبعًا إن استثنينا الثلث الأخير للفيلم، أصبح فعلًا رائع! وفاجأني.

شخصية السيدة دي وينتر أو (فونتين) تلك البراءة التي دائمًا توجد في النساء البسيطات، تلك الشخصية التي تحب الجميع ولا تريد إيذاء أحد أبدًا. تجسيدها كان مذهل!

والشخصية الأروع (جوديث آنديرسون) أو كما ينادونها في الفيلم السيدة دانفرس، ربما لن تجد أبدًا في حياتك -حرفيًا- شخصية أقسى منها.. من المشهد الأول لها وهي تمثل تلك السيدة التي لن تنكسر أبدًا، شخصية جبارة! وآداء مذهل ورائع من جوديث! لا توصف.

مشهد الحريق الأخير وتصوير لـ جوديث وخلفها النيران! لا أستطيع تخيل بأن هذا المشهد كان قبل 73 سنة! غير معقول ما يفعله هذا الهيتشكوك. مجنون!

تقييمة IMDb 8.3 .. يستحق كل رقم فيه.

أعتذر للإطالة. وشكرًا للقراءة.

هناك تعليق واحد: